| إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي. |
قبة
الصخرة هي أحد أهم المعالم الإسلامية في فلسطين، أمر ببنائها الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان وتم تشييدها بين عامي 66 هـ/685 م و 72 هـ/691 م. تقع قبة الصخرة في حرم المسجد الأقصى في مدينة القدس. أقيمت القبة على الصخرة التي عرج بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى السماوات العلى في ليلة الإسراء والمعراج.
قبة الصخرة بناء مضلع تعلوه قبة و هو رائعة فنية نادرة . و يمتاز
مسجد قبة الصخرة بالخصائص التالية:
| إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي. |
أولاً : هو من أقدم المنشآت الأموية, ثم هو البناء الاسلامي الأكثر قدما و الذي ما زال محتفظاً بملامحه الأصلية رغم الإضافات و الاصلاحات التي تمت نتيجة الزلازل و بخاصة زلزال عام 1016م
ثانياً : إنه المسجد الوحيد بشكله و مخططه المثمن, بل هو المنشأة الاسلامية الفريدة بنوعها و. و تعليل ذلك أن المعماريين و الفنانين الأوائل كانوا من أهل البلاد, فنقلوا تقاليد العمارة السائدة كلياً أو جزئياً الى العمارة الاسلامية الأولى .
| إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي. |
ثالثاً : إن هذه القبة أنشئت على صخرة مقدسة. و طول هذه الصخرة 17.70 متر و عرضها 13.50 متر و ارتفاعها 2 متر , و هي من الحجر الصلد غير المشذب, جرداء قاتمة اللون , و لهذه الصخرة قدسيتها التي ترجع الى حدثين , الأول أنا ابراهيم الخليل عليه السلام قد هم بذبح ولده و ذلك امتثالاً للرؤية في منامه فافتداه الله بكبش. و كان ذلك على تلك الصخرة و في ذلك الموقع.
والحدث الثاني هو المعراج, فقد عرج رسول الله صلى الله عليه و سلم على البراق الى السماء منطلقاً من هذه الصخرة التي تنبع من أسفلها أنهار الجنة الأربعة.
لهذا قرر الخليفة عبد الملك بن مروان أن يقيم بناء متميزاً فوق الصخرة المشرفة ليكون أول صرح معماري يقيمه المسلمون في مدينة القدس، وتشير بعض المصادر الإسلامية إلى أن الخليفة قد استعان بأهل الخبرة في مجال البناء، وكلف كلاً من رجاء بن حياة الكندي من مدينة القدس ويزيد بن سلام من بيسان لقيام بهذه المهمة من حيث الإشراف على تنفيذ المخطط الهندسي واعتماد طبيعة الفنون الداخلية، وقد تم تنفيذ المشروع على أربع مراحل هندسية هي:
المرحلة الأولى:
رسم دائرة قطرها 20.44 م حول جسم الصخرة البارز فوق سطح الأرض، وتم وضع أربع دعائم على شكل مربع على محيط الدائرة، كما تم وضع ثلاثة أعمدة بين كل دعامة وأخرى، وهكذا يصبح مجموع الأعمدة اثني عشر عموداً وأربع دعائم موزعة بانتظام على محيط الدائرة التي تحيط بالصخرة المشرفة، وتم وصل هذه الأعمدة مع الدعائم بواسطة الأقواس على ارتفاعات واحدة، وبنيت فوق الأقواس حلقة دائرية عريضة تسمى بالعنق أو الإطار ليكون المحيط الذي ترتكز عليه قبتان من الخشب، إحداهما قبة صغيرة داخلية تطل عى الصخرة مباشرة، والأخرى فوق القبة الصغيرة وتطل على ساحة الحرم الشريف، وقد تم فتح 16 نافذة في الإطار الذي يحمل القبة من أجل دخول النور والهواء، وقد ارتفعت القواعد إلى الأعلى حتى تقوم بحمل القبتين.
المرحلة الثانية:
وهي تمثل مجموعة من الدعائم على شكل ثماني يحيط بالقبة المركزية، وقد تم توزيع الدعائم الثماني على زوايا المثمن، كما تم إقامة عمودين بين كل دعامتين، وبهذا يكون مجموع الأعمادة 16 عموداً تم وصلها مع الدعائم بواسطة الأقواس، وقد تم عمل هذه المرحلة الإنشائية لحمل السقف الذي يغطي المسافة بين القبة وبين الجدار الخارجي الذي يمثل المرحلة الثالثة من المخطط الهندسي.
| إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي. |
المرحلة الثالثة:
وهي تتكون من ثمانية جدران حجرية، تم تنظيمها على شكل ثماني خارجي يحيط بالمراحل السابقة، ويبلغ طول ضلع الثماني هذا 20.60م وتبلغ سماكة الجدار 1.30م بينما يبلغ ارتفاعه 9.5م وقد تم فتح أربع بوابات رئيسية ومحورية في أربعة جدران متقابلة تواجه الجهات الأربع، بينما تم فتح خمس نوافذ في كل جدار من الجدران الثمانية، وبهذا يكون مجموع النوافذ أربعين نافذة بالإضافة إلى الأبواب الرئيسية الأربعة.
| إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي. |
المرحلة الرابعة:
وكانت المرحلة الختامية في مجال الإنشاء المعماري، وهي إقامة السقف الخشبي فوق المساحة الواصلة بين الجدران الخارجية حتى عنق القبة المركزية بحيث يستند على الأعمدة المتوسطة التي تتكون منها المرحلة الثانية، ويتكون السقف من الجسور الضخمة والعوارض الخشبية المسطحة، وبهذا تم تحديد المخطط الأرضي ومجسم البناء المعماري بحيث كانت وظيفة الدعائم والأعمدة والجدران لتحديد أبعاد المخطط وشكله الهندسي، بينما تم اعتماد بناء القبة والأقواس والجدران لتقوم بوظيفة حمل السقف الذي يغطي كافة المساحات حول الصخرة المشرفة بشكل دقيق ومحكم، ولعل هذا الأسلوب يذكرنا بإقامة خيمة أو صيوان بأسلوب هندسي رفيع، لقد تحدد في بناء قبة الصخرة ضبط كافة الأقسام والوحدات والعناصر المعمارية بشكل دقيق جداً، وظهرت لنا جميع النسب الهندسية متماثلة ودقيقة تدل على مهارة هندسية متناهية وذوق هندسي بديع.
| إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي. |
لقد كان عبد الملك بن مروان أول خليفة عربي مسلم يقرر العودة إلى الجذور والأصول العربية ليس في مجال العمارة فحسب، بل في مجالات التعريب للدواوين، وفي اعتماد أشكال الحروف العربية و إصدار النقود العربية والإسلامية باللغة والحروف العربية وإنهاء كل ما هو خارج عن طبيعة العروبة والإسلام.
لقد سعى عبد الملك أن يكون عربياً مسلماً بكل المفاهيم والتقاليد العربية في مخطط بناء قبة الصخرة المشرفة بالقدس، وهذا يؤكد اهتمامه بالأصول العربية الأصيلة التي كانت مستعملة في بلاد الشام في الفترات السابقة، ولم يكن لدى مهندسي العالم البارعين إلا الاعتراف بهذا الإبداع المثالي في التناسق والجمال الذي ليس له مثيل في الدنيا
| إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي. |
ان العلاقة الهندسية للمباني الدينية التي ظهرت قبل الإسلام لم تكن من حيث التصميم الهندسي أو العناصر المعمارية مطابقة لما هو في مخطط قبة الصخرة، وإنما من حيث تحديد الفكرة وتنفيذها هندسياً كما هو الحال في بناء قبة الصخرة،حتى أن معظم تلك المباني لم تبق على حالها، فقد طرأ عليها كثير من التعديلات، ولعل أبناء بلاد الشلام قد أسهموا في رفد العمارة البيزنطية بأسالبيه المعمارية التي استمر التداول فيها في الوسط العربي منذ القرن الرابع الميلادي / 324م وحتى القرن السادس الميلادي، وفي عام 196م وخلال حكم الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان تم تكليف المهندسين رجاء بن حياة الكندي ويزيد بن سلام.
| إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي. |
ولا شك أن أهميتها تكمن في أنها أقدم أثر قائم في العمارة الإسلامية كلها، كما أنها تؤكد اعتزاز العرب بجذورهم التاريخية وتدل على اهتمام المسلمين بها وتكريمها بعد أن كرمها الله عز وجل وجعل منها المكان الذي تلتقي فيه الأرض مع السماء، فلقد كانت مهبط الوحي ومدينة الأنبياء والقديسين والصحابة الأطهار، كما كانت مستقراً للكثير من الملوك والخلفاء والأمراء ورجال الدين والعلماء، وبهذا يكون بناء قبة الصخرة هذا الصرح المبارك هدية عربية إسلامية لتاريخ الحضارة الإسلامية في ماضيها وحاضرها ومستقبلها.
| إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي. |
أما أساليب الفنون والزخارف الإسلامية فيها فقد كانت تنطوي على النظرة الإسلامية المجردة التي وضعت حداً للفنون القديمة ومعالمها الوثنية، وأظهرت الفنون الإسلامية من خلال لوحات الفسيفساء الجدارية بأسلوب فلسفي هادى، وقد اعترف علماء الغرب بأنه فن عربي أصيل، ولهذا أطلقوا عليه اسم فن الأرابسك.
| إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي. |
| إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي. |