ورقة عمل
عن إيجاد فكرة آلية عمل لتنمية الحس الوطني في الميدان التربوي
(معاً لمزيداً للتنظيم وزيادة التأصيل )
تعمل الوزارة على تكريس الأسس من خلال رفع إمكانيات القدرات الطلابية و إعدادها بالشكل الأمثل و تعبئتها لتأخذ دورها الفعال في بناء الوطن والمسئولة في ممارسة و احترام الأصول و الأعراف والقيم الاجتماعية و التمسك بالنظام الداخلي في المدرسة وخارجها كقاعدة عمل و علينا وضع الخطط المناسبة لإنجاح وتنمية الحس الوطني عند أبنائنا الطلاب . يبرز دور الإشراف التربوي في هذا المجال عبر التوسع الكبير في البناء للمنظومة التربوية في جميع نواحي الميدان التربوي والالتزام بالولاء للدولة والقائمين عليها من ولاة الأمر و السير خلف هذه القيادة على نهج تنمية هذا الحس الوطني ليساعد ذلك على التطوير و التحديث والسير قدما في ملحمة التأخي والترابط الاجتماعي الذي يترجم الوحدة الوطنية عند الجميع .
وعليه يتوجب أن نعمل على تأهيل الأطر في التخطيط و التنفيذ و الرقابة مع الجهات المعنية كافة بما يخدم تحقيق النظام التعليمي والإداري المتطور ليلبي طموحاتنا التي نأمل أن تتحقق عند الطلاب والمعلمين .
وتعد تحمل المسئولية نوعاً من تنمية الحس الوطني عند القائمين على هذه المسئولية وما قام به معالي وزير التربية من إتاحة الفرصة لصنع جدول اختبارات الطلاب في أحد السنوات إلا بادرة جيدة في تحمل تلك المسئولية وإعطاء فرصة المشاركة في صنع القرار تساعد حتماً على تولد الحس وتنمية الولاء لذلك القرار فمزيداً من هذه المشاركات التي من المؤكد أنها تعمل على زيادة تنمية الوطني في الميدان التربوي ، وإدارة والمشاركات في المسابقات والمؤتمرات الطلابية محطات تنموية لذلك الحس الوطني في حياة المنظمة التربوية إذا ما كان الطلاب عمادها وأهم ركائزها التي تحتاج لمزيد من التنمية لذلك الحس الوطني ، وتنوع المشاركات وأخص الخارجية منها والتي يمارس من خلالها الطلبة دورهم حتماً ستساعد في تطوير وتحديث آلية لتنمية الحس الوطني لدينا عنهم وعندهم ، ولقد أثبت من خلالها طلبتنا قدرتهم على إبداء الرأي الحر والفكر المبدع على جميع المستويات , كما تؤدي بدورها إلى تجديد حيوية تلك المؤتمرات وتطويرها بما يلبي طموحات الطلبة في حياتهم الدراسية واليومية ، حينما يشعرون بهتمام الوزارة لهم وإتاحة الفرصة لمشاركاتهمالدراسات العلمية وقضية الحس الوطني عند الطلبة نأمل أن يتحقق لطلابنا حضوراً حقيقياً في مجمل الحياة التعليمية في المدارس والجامعات والمعاهد وتحمل مسؤولية صوغ القرار العلمي والإداري وإيجاد الحلول للعديد من القضايا الفردية والجماعية وإعداد المقترحات المتعلقة بأمور الطلبة التعليمية والاجتماعية والمعيشية و في مجالات متعددة كوضع التعليمات الخاصة بتطبيق العديد من المراسيم التي صدرت والتي تتعلق بالعملية التدريسية والقضايا الطلابية والمفاضلة العامة والمفاضلة الخاصة للطلبة وإقرار اللوائح الداخلية ومتابعة قانون تنظيم العمل المدرسي بما يتلائم مع معطيات العصر ومتابعة التعليمات الخاصة باللجنة المكلفة بإنجاز الكتاب المدرسي ومتابعة تجهيز مستلزمات المدارس وإيجاد الهيئة العامة لصندوق المساعدة الطلابي إضافة إلى المشاركة في أسس السكن الذي يقيم به الطالب والتأكد من ملاءمته وهذا دور يجب أن تتبناه المدرسة نوعا وتأكيد على الاهتمام ومتابعة الرعاية لطلابها ومتى ما أحست الأسرة ذلك الاهتمام فسيتولد مزيداً من الحس الوطني عند جميع الأطراف التي استشعرت تلك المتابعة .
حقيقة لم يقع بين يدي دراسات حول تنمية الحس الوطني بل أشعر أن الكثير يتخوف من عمل دراسات بسبب استصعاب القياس لذلك الحس الوطني.
يمكن طرح فكرتين لقياس الحس الوطني في الميدان التعليمي التربوي :
الفكرة الأولى : استخدام أسلوب الكاميرا الخفية التي تلتقط فقط حالات الإيجابيات والسلبيات بالتأكيد على تلافي قدر المستطاع صور الشخصيات التي نفذت خاصة الحالات السلبية ، ومن ثم عرضها على المعنيين بها مع التوجيه والترشيد لمزيد من التأكيد على الايجابيات وتلافي السلبيات ، ومن بعد تصوير نفس المواقع والوقوف على الحدث والأثر الذي تم.
الفكرة الثانية: تعتمد على اختبارات القياس القبلي والبعدي مع تدعيم للاحتياجات التي أظهرها الاختبار القبلي وسبرها في القياس البعدي ، وهنا نطرح الاستفادة من إدارة القياس والتقويم لتعمل اختبارا يقيس الحس الوطني على غرار اختبارات الكفايات للمعلمين .
الثقافة الإعلامية والنشر:
يبرز دور وأهمية تفاعل المشرفين التربويين والمعنيين في التربية والتعليم في مجال الثقافة الإعلامية والنشر من خلال سعي الجميع في تنمية الحس الوطني للارتقاء للمستوى الثقافي لطلبتنا والمساهمة في خلق مناخ ثقافي صحي يفتح المجالات أمام إبداعات الطلبة وتطلعاتهم المستقبلية في إبراز الحس الوطني عندهم لذلك يجب أن نعمل على توفير المادة الثقافية الجيدة والملتصقة باهتمامات الطلبة والتي تساهم في تنمية الحس الوطني والقومي لدى جيل الشباب وتحفيزه على المشاركة الثقافية كالمهرجانات الأدبية وندوات الحوار التي تتيح تبادل الأفكار وحضور المحاضرات الفكرية بمختلف مجالاتها والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والأدبية إضافة إلى إقامة معارض الكتاب التي تقدم الكتب المتنوعة والجيدة بأسعار مخفضة تجعلها في متناول الطلبة ، وعلى صعيد الإعلام فإن وسائل الإعلام كافة تعمل على متابعة قضايا الطلبة والتنسيق مع المؤسسات والوزارات المعينة لحل المشكلات التي تعترضهم وتؤثر على مستوى تحصيلهم العلمي و على كافة المستويات ويأتي برنامج مع الطلبة التلفزيوني والإذاعي كإحدى هذه الوسائل كذلك المجلة التي يتم العمل على إصدارها دورياً والتي تعتبر منبراً لأقلام الزملاء والكثير من أعضاء الهيئة التدريسية و إلى جانب النشاط الإعلامي و الثقافي تقوم الثقافة والإعلام والنشر بإعداد الكراسات والنشرات الملازمة للمناسبات القومية والوطنية و نشرات يومية مرافقة لبعض المناسبات و الفعاليات الهامة ، يعمل قسم الأعلام التربوي في كل إدارة تعليم على تشجيع النشاطات والمواهب الطلابية من خلال عرض المتميز منها والتي تزيد من توليد الحس الوطني في الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمقروءة مما يقوي روح المنافسة ويشجع الطلبة على العمل والإبداع في هذا المجال.
النشاط الفني والاجتماعي:
تتعدد النشاطات الفنية و الاجتماعية في المدارس فتشمل طابور الصباح والحفلات الفنية بأشكالها كافة في مدارسنا وهي تلعب دوراً واضحاً و جلياً في تعميق العلاقة بين الطلبة ومجتمعهم التربوي داخل المدرسة وما في محيطها وخاصة إذا كانت هذه النشاطات تبرز هوايات الطلبة الفنية ، والمسرح هو شكل من أشكال التعبير عن الذات الإنسانية بعواطفها وهمومها و طموحاتها و هو مرآة صادقة لأحوال المجتمع ومستوى ثقافة أبنائه ومدى تطوره و يتم التركيز على الفنون الشعبية إذ أنها وسيلة صادقة للتعبير عن واقع و أصالة المجتمعات تعكس الصورة الحقيقة لجانب هام من حياة الشعوب الاجتماعية و الثقافية وقد أولت إدارات التربية والتعليم هذا الجانب عناية خاصة لأهميته في الحفاظ على التراث الأصيل وتشجيعاً لنشاطات الطلاب في مجال الفنون( ارجع لمناشط الجنادرية وزيادة تفعيلها) وتقام المعارض التي تلبي جميع حاجات و هوايات الطلبة ويتسم هذا النوع من الفنون باتساع رواده بين صفوف الطلبة و يدأب المعلمون والمدارس بالحث على المشاركة الدائمة في هذه المعارض للإبداع والاختراع الذي يقام سنوياً و في إطار تطلع الوزارة إلى توسيع مدارك الطلبة وخلق سياسة طلابية تدعمها الوزارة مادياً ومعنوياً ( أنظر الخطة العشرية للوزارة في هذا الخصوص من إقامة هذه المعارض ) كما تعمل إدارات التربية والتعليم على توفير احتياجات الهوايات من خلال توفيرها بأسعار رمزية ومشاركة القطاع الخاص.
ويقترح المزيد من رحلات الطلاب إلى الدول العربية وبعض الدول الأجنبية الصديقة تهدف إلى توطيد الحس الوطني بالمقارنة الفعلية مع كثير من دول العالم التي نحن بأحسن حال منها بكثير من أمورنا ولله الحمد والمنة .
أن يعمل قطاع الإشراف التربوي على المستويين في الوزارة وإدارة التعليم على إيجاد البرامج الجيدة التي تعمل على زيادة الحس الوطني.
أراء واقتراحات :
1- قد كان لعمق التجربة التي خاضتها الأمة العربية لدور الشعر وأثره في تحريك المشاعر عند المستمعين مدخل في الاستفادة منه لتعزيز وتنمية الحس الوطني.
فكرة المسابقة الشعرية أو النثرية لأحسن إنتاج يحث على تنمية الحس الوطني ، ويكون هذا على مستوى كل إدارة تعليم وعلى مستوى الوزارة ويرصد لها مكافئة مالية وحبذا أن تطرح كمهرجان ثقافي على المستويين.
2- يعتبر النشاط الرياضي نموذجاً نوعياً من الأنشطة التي تستقطب اهتمام الطلبة وتساهم في تطوير هواياتهم ومواهبهم الرياضية نحو الأفضل وإلى جانب أن تتحقق الأهداف الأساسية التي وجدت من أجلها الرياضة قد يرى الاستفادة من اللوحات الأعلانية في إظهار الجمل والعبارات التي تحث على تنمية ذلك الحس الوطني المطلوب أثناء تلك المباريات .
3- توظيف المسرح المدرسي توظيفاً جيداً في تنمية ذلك الحس الوطني بإيجاد التمثيليات والمسرحيات والمواقف التي تزيد في تنمية الحس الوطني عند الطلاب والمشاهدين .
4- الحقيقة المرة إن ما يقدم في طابور الصباح الذي ظل دهراً حبيس الروتين في مواضيعه وأساليبه التي يقدم بها حتى أن المكرفون السلكي ظل بعد إيجاد المكرفون النقال والتطور التقني الذي نعيشه في هذا العصر ، ناهيك عن المواضيع التي افتقدت نوع المشاركة ودورها في تنمية الحس الوطني .
5- عدم الدعم المالي وقلة الاعتمادات المالية للمسابقات الداخلية والخارجية منها ولم تعامل بمثل ما منح للرياضة حيث يلمس أثر ذلك عند الرياضيين ،ناهيك من غياب التقدير المعنوي والحسي الذي لم يحصل عليه أبنائنا المشتركين في مثل المسابقات وخاصة العلمية منها .
6- ينشط النشاط الطلابي في مناهجه التنشيطية ولكن يغيب الأعلام والنشر لمثل هذه النشاطات الذي من المؤكد أن نشرها على قطاع المجتمع يولد ويساعد على تنمية الحس الوطني للجميع .
دائماً لحل المشكلات التي تعترض مسيرة هدف ما يوجب على الباحث أن يتقصى الآتي :
أ.تحديد ذلك الهدف تحديداً دقيقاً يمكن من خلال هذا التحديد قياسه .
ت.تحديد تلك المشكلات التي تعيق مسيرة ذلك الهدف مع التأكيد على معرفة حجم المشكلة أو مقدار دور المشكلة أو المشكلات المثارة في حيز ونطاق المجتمع والمعنيين فيه .
ث. وضع البرامج والمعالجات والحلول المناسبة لتلك المشكلات ، .
مركز الملك فهد لتنمية الحس الوطني
ينبع مما تقدم إيجاد مركز الملك فهد لتنمية الحس الوطني عند الطلاب وتهيئة دوره في تنمية ذلك الحس الوطني بمتابعة تحقيق وحل القضايا الطلابية و تأمين ما يحتاجه الطالب من أدوات و مستلزمات و قد تطورت هذه الخدمات بما ينسجم و متطلبات الطلاب ، لذلك تعتبر الخدمات الطلابية مرفقاُ هاماً في الحياة الطلابية بما يلبي رغبات و حاجات الطلبة في المدارس وحتى الجامعات و المعاهد ، تعتبر هذه الخدمات الواسعة التي يقدمها هذا المركز وخاصة في أمور المتابعة من خلال مؤسسات الخدمات الطلابية تجربة فريدة قل مثيلها في تجارب التربوية الطلابي.